ناثان وتشيلسي تمنيا السفر بصحبة والدتهما خلال العطلة الصيفية أبلغ باتريك ديسوزا والد الطفلين ناثان وتشيلسي اللذين ماتا باشتباه في تسمم السبت الماضي، «الإمارات اليوم» بأنه لا يفكر إطلاقاً في الحصول على تعويض مالي من أي طرف سواء المطعم إذا ثبت تسببه في تسمم طفليه أو مستشفى إن إم سي أو مستشفى دبي إذا ثبت تقصيرهما في التعامل مع الموقف، مؤكداً أنه يثق بالقضاء ولديه قناعة بأن حكومة دبي سوف تتخذ الإجراءات اللازمة بعد التأكد من حدوث إهمال أي طرف.
وقال ديسوزا إنه كان صعباً عليه قبول مسألة تشريح جثتي طفليه إذا استلزمت التحقيقات ذلك، لكنه وافق على ذلك ووقع في النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها أمس، من أجل كشف الحقيقة، حتى لا يتعرض أطفال آخرون للمصير نفسه، لأنه لا يريد أن يتعرض أي أب أو أم لما تعرض له هو وزوجته، مؤكداً أنه لا يصدق أنه لن يرى طفليه بعد الآن.
وفي التفاصيل، أوضح والد الطفلين اللذين توفيا نتيجة وجبة يشتبه في تسممها بداية الأسبوع في حوار مع «الإمارات اليوم» أن أية أموال لن تعوضه عن طفليه ولن تعيدهما للحياة، مطالباً بعدم المزايدة على موقفه وتقدير مشاعره وصدمته، مصرّاً على مواصلة البحث عن سبب الوفاة وكشف المتسببين حتى لا تضيع أرواح الأطفال بهذه السهولة ويموتون بسبب أخطاء أشخاص يفترض أنهم مسؤولون عن العناية بهم.
وأضاف أن «الله اختار ابنيّ لحكمة يراها، لذا لا أفكر في المطالبة بتعويض مالي أو مقاضاة طرف ويكفيني المساندة التي أتلقاها من أقاربي وأصدقائي والمؤسسة التي أعمل فيها وأشخاص لا أعرفهم أبدوا تعاطفاً كبيراً، لكن من المهم معاقبة المخطئ حتى لا يتكرر هذا مع أطفال آخرين».
وأشار ديسوزا إلى أن «كل طرف يسعى إلى تبرئة ساحته وإخلاء مسؤوليته عن الحادث وكأن طفليّ ماتا بإرادتهما»، موضحاً أن ما حدث لا يحتاج إلى تفسير أو تبرير ولا داعي للكذب أو ادعاء أن ناثان وتشيلسي أكلا ست مرات وليست أية وجبة معروفة أدت إلى وفاتهما، لافتاً إلى أنهما تناولا في ذلك اليوم إفطاراً خفيفاً عادياً، ثم تناولا الغداء في الظهيرة وكانا طبيعيين للغاية وذهبا بصحبة أمهما إلى مركز صحارى التجاري وأكلا أيس كريم ودونتس، وبعد عودتهم إلى المنزل طلبت الأم وجبة من المطعم الصيني القريب وتناولوا جميعاً الطعام وخلال ثلاث ساعات بدأ الطفلان يتقيآن بشدة ويتألمان للغاية فنقلتهما الأم إلى المستشفى.
وقالت الأم صوفيا ديسوزا لـ«الإمارات اليوم» إن ولديّ لم يعانيا من أية أمراض سابقة وكانا يتمتعان بصحة جيدة للغاية وحينما نقلا إلى المستشفى بدت أعراض التسمم واضحة عليهما، لافتة إلى أنهما كانا يتقيآن بقايا الطعام الذي أكلاه من المطعم.
وأضافت أن المأساة الحقيقية حدثت من جانب المستشفى، ففي البداية سألوها إذا كان الطفلان لديهما تأمين صحي؟ على الرغم من الحالة السيئة التي بديا عليها، وبعد استقبالهما أدخلوهما إلى الطوارئ وليس العناية المركزة، وأعطوني معهما دواء لسوء الهضم وكانوا يدفعوني دفعاً لمغادرة المستشفى وطلبوا مني التوقيع على موافقتي على خروجهما وكأني طبيبة أعرف الحالة. وأشارت إلى أنها ذهبت إلى المنزل، وكانت تشعر بتوعك شديد للسبب نفسه ونامت، لكن حالة الطفلين ساءت أكثر وأخبرتها الخادمة بأن الفتاة تقيأت مرات عدة، واستيقظت من النوم مجدداً وحملت طفلها ناثان إلى المستشفى وقالت لأحد المسؤولين هناك «سيدي لا أعرف طبيعة الخطأ الذي حدث عندكم، لكن ابني يكاد يضيع مني وابنتي تتلوى من الألم وأريد أن ترسلوا سيارة إسعاف الآن إلى المنزل لأن الخادمة لا تستطيع نقلها».
وأوضحت صوفيا أن المستشفى أرسل بالفعل سيارة إسعاف وأحضر ابنتها تشيلسي، بينما تم إدخال ناثان إلى العناية المركزة، وفي الواحدة ظهراً ساءت حالة الطفل ثم توفي متأثراً بالمرض.
وواصل الأب باتريك ديسوزا الحديث قائلاً: حينما توفي ابني ناثان عجز مستشفى إن إم سي في التعامل مع الحالة، وقال لي أحد العاملين فيه من الأفضل أن تنقل ابنتك إلى مستشفى آخر حتى لا تلحق بشقيقها وبالفعل بدأ «إن إم سي» اتصالاته مع مستشفى دبي واستمرت تلك الاتصالات أربع ساعات كاملة حتى وافق مستشفى دبي على قبول الحالة ونقلت الطفلة لتبدأ مأساة أخرى، على حد قوله.
وأضاف ديسوزا أن ابنته أودعت مستشفى دبي وأحاط بها عدد كبير من الأشخاص الذين لم يتوقفوا عن توجيه الأسئلة إلينا عن سبب المرض وكيف ومتى حدث من دون أن يطمئنا أحد، حتى جاء طبيب استشاري وطلب مني التوقيع على ورقة موافقة مكتوبة على إعطاء ابنتي جرعة من دواء لا أعرفه. وقال باتريك ديسوزا: إن تصرف الطبيب صدمني للغاية لأنه يعرف جيداً أني فقدت طفلي منذ أربع ساعات فقط وابنتي هي كل ما تبقى لي، مشيراً إلى أن الطبيب غادر بالفعل وانتظرت بجوار ابنتي أتوسل إليها لتبقى معنا وأطلب منها المقاومة والرجوع إلى المنزل، وفي الساعة التاسعة مساء أبلغونا أن حالتها تحسنت فشعرت قليلاً بالارتياح لكن لم يطل الوقت وساءت حالتها مجدداً وتوفت بين أيدينا. وأضاف أن ابنته توفت حسب ما ذكر المستشفى بسبب مشكلة في عضلات القلب، متسائلاً أي طعام يؤدي إلى هذا، ولماذا لم يحصل ابناه على العلاج المناسب؟
مشيراً إلى أن المستشفى يصرّ على أنه تعامل بشكل مناسب مع الحالة، وإذا قدم المستشفى الرعاية الطبية اللازمة، فلماذا لا يجلس ولداي معي الآن؟ ولماذا سمحوا لنا باصطحاب الطفلين من البداية إذا كان وضعاهما الصحي سيئاً؟ لماذا لم يضعوهما تحت العناية المركزة 24 ساعة على الأقل، لافتاً إلى أن كل ما فعلوه هو حقنهما بالجلوكوز وإجراء تحليل دم لهما.
وأشار إلى أنه لجأ إلى هذا المستشفى لأنه قريباً من المنزل فقط، وليس لأنه أرخص من غيره كما ادعى البعض، موضحاً أن لديه هو وزوجته تأميناً صحياً يسمح لهما بالذهاب إلى أي مستشفى، لكن في النهاية هو مؤسسة طبية تفتح أبوابها لاستقبال الحالات ويجب أن تتحمل مسؤولية ذلك.
مولودان في الإمارات
قال باتريك ديسوزا في حواره مع «الإمارات اليوم» إنه يعيش في الدولة منذ 19 عاماً ويعتبرها وطنه الحقيقي وولدت طفلته تشيلسي فيها، وتعلق بها طفلاه، لافتاً إلى أن تشيلسي كانت تحتفل بالعيد الوطني في مدرسة شيفيلد كأنها إماراتية فترتدي العلم الإماراتي وتردد النشيد وتقول لصديقاتها إن هذا هو يوم عيد ميلادها.
وقالت صوفيا ديسوزا إنها تجولت مع طفليها في مركز صحارى التجاري في يوم الحادث وكانا سعيدين للغاية، لأنه يوم عطلتهما وكانا يحلمان باليوم الذي تنتهي فيه الدراسة للسفر في العطلة السنوية، متابعة وهي تبكي لكنهما «لن يذهبا معي إلى أي مكان بعد الآن».